تميزت نهاية القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين بتغيرات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية كبيرة ناتجة عن الثورة الصناعية الأولى والثانية، والتي تفجرت شرارتها الأولى في بريطانيا باكتشاف الآلة البخارية، فتسارعت وتيرة ازدهار صناعة النسيج والصلب وهما أهم الصناعات يومها، وبعد ذلك انتشرت الظاهرة إلى باقي أرجاء أوروبا ثم أميركا الشمالية في مطالع القرن التاسع عشر، لتنشأ طبقة عاملة حول المناطق الصناعية وتظهر حرف صناعية، ويبدأ الواقع الجديد يتغير بشكل ملموس ويؤثر على أنماط العيش وعادات الناس، وأخذ مفهوم التمدن في التبدل فأصبح معياره الأساسي وجود المصانع التي باتت تميز الحواضر الكبرى عن الوسط القروي، الذي كان في أغلبه لا يزال يعيش عصر ما قبل الصناعة. تحولت الصناعات مثل صناعة النسيج التي كانت تجرى في المنازل على مستوى الأسرة لمئات السنين إلى إنتاج مصنعي ميكانيكي يشمل العمال العاملين في مصانع كبيرة وخطوط إنتاج ضخمة. أحدثت الثورة الصناعية تحولات اجتماعية كبيرة في بريطانيا وتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد، وتجلت هذه التحولات بحلول منتصف القرن التاسع عشر. قبل الثورة الصناعية، كان العمل الأمريكي يرتكز بشكل كبير على الزراعة، ونتيجة لهذا يعمل المزارعون لحسابهم الخاص أو لحساب أفراد أسرهم أو جيرانهم. كانت العلاقات الوظيفية شخصية وصغيرة الحجم. ومع نمو المصانع والآلات الميكانيكية، أصبح المزيد من العمل يجرى في المصانع التي توظف أعدادا كبيرة من العمال الذين قد لا يلتقون أبدا بمالك الشركة. أدى الانفصال الاجتماعي بين صاحب العمل والعامل إلى تجاهل أو تقصير أو عدم الاستماع لشكاوى العاملين والأخذ بها، رغم خطورة بيئة العمل في المصانع بسبب الآلات الجديدة ذات القوة الهائلة من تلك التي كان قد عشناها سابقا.

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بلغ التوتر بين الموظفين وأصحاب العمل ذروته. وبعد الاستياء من ممارسات العمل غير العادلة والقلق بشأن سلامة السوق والحفاظ عليه، انضم عدد متزايد من الأمريكيين إلى الحركات التقدمية، التي تسعى إلى الكشف عن الجانب المظلم للصناعة والرأسمالية غير المنضبطة والسعي للتغيير من خلال تشريعات وتعديلات دستورية جديدة، في الوقت نفسه، كان العمال في جميع أنحاء البلاد يتبنون نهجا أكثر مباشرة – وغالبا ما يكون عنيفا – للسعي إلى التغيير! شهدت هذه الفترة قصصا عن تحركات عنيفة من قبل جماعات مثل “مولي ماجوايرز”  الجماعة التي كانت مسؤولة عن مجموعة الاغتيالات والأعمال الإرهابية في فيرجينيا وبنسلفينيا، لتحدث صدامات عنيفة وقاتلة بين العمال وأصحاب العمل مثل “مذبحة لودلو” و “حادثة هايماركت” التي قتل فيها 7 من أفراد الشرطة و4 من المدنيين. 

قاوم العديد من أصحاب العمل بعنف الدعوات المطالبة بتحسين ظروف العمل، وكان من الواضح أن الوضع الراهن غير مستقر وغير مستدام، لذلك بدأت بعض الشركات في البحث عن طرق لتحسين العلاقات مع قوى العمل.

 عادة ما يُعزى تأسيس قسم الموارد البشرية الأول إلى إنشاء قسم إدارة الشؤون الشخصية من قبل شركة NCR في أوائل القرن العشرين. تم إنشاء القسم استجابة لعدد من الاضرابات وانسحاب الموظفين، وكلف بمعالجة شكاوى العمال والفصل فيها، وقضايا السلامة وتدريب المشرفين على القوانين واللوائح وسياسات الشركة الجديدة لتبدأ صفحة جديدة مع الكوادر البشرية.

استمرت وظيفة الموارد البشرية بالتطور حتى وصلت لحالها الآن، لتكون واحدة من ركائز نجاح الشركات والمنشآت، لكن لن تكتمل وتصل لمراحل أفضل مالم نُمكن مسؤولي الموارد البشرية من المعرفة اللازمة التي تخلق التغيير وتحدث الفارق، ولهذا أطلقنا مجتمع “يوتوبيا بيئة العمل” المجتمع العربي الوحيد الذي يجمع المسؤولين والمهتمين والمؤثرين في مجال الموارد البشرية لتبادل الأفكار والتجارب والعلوم وتسريع وتيرة التطور وتحسين بيئات العمل.

يناقش مجتمع “يوتوبيا بيئة العمل” كل ماهو متعلق في تحسين بيئة العمل، بمقالات علمية أو تجارب عملية، أو حتى اقتراحات. كما يتم إقامة ورش عمل صغيرة ولقاءات قصيرة مع كبار المسؤولين في مجال الموارد البشرية ومتخذي القرار، وكل هذا لخلق بيئة عمل مثالية وفاضلة كـ يوتوبيا أفلاطون

انضم الآن وتعّرف على كبار مسؤولي الموارد البشرية

(اضغط هنا)

ملاحظة:

“المجتمع (مغلق) وخاص بمختصي التواصل الداخلي والمسؤولين والمؤثرين وصناع القرار في مجال الموارد البشرية؛ لذا فإن طلبات الانضمام سيتم مراجعتها من قبل فريق عمل المجموعة”.

اقرأ ايضآ